جو م. سيكيمونيو هو اقتصادي سياسي، ومنظّر، وناشط في حقوق الإنسان، وفيلسوف اجتماعي — يصف نفسه بأنه تاجر الأفكار — يجعل الاقتصاد يتحاور مع الواقع.
وُلد في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وتخمّر فكريًا في أمريكا، وتعبّأ للعالم بأسره. يشتهر بهدم الأساطير المريحة في الخطاب الاقتصادي واستبدالها بإطارات فكرية قائمة على الأدلة المعاصرة.
مساهمته الأبرز هي الإثوسية (Ethosism)، التي تتحدى الأرثوذكسيتين التوأمتين: الرأسمالية والاشتراكية. ومن خلال إعادة تصور المؤسسة الحديثة بوصفها محركًا للقدرات، يجادل بأن العمل ليس مركز تكلفة، بل المستفيد الأساسي من خلق القيمة. ويربط الأزمات المتكررة ودورات الديون بالاختلالات القديمة في توزيع الفائض بين العمل ورأس المال — اختلالات تفاقمت مع اتساع أرباح التكنولوجيا.
يُعيد نموذج الميل إلى الفعل (عتبة القرار) لدى سيكيمونيو تعريف السلوك البشري: فالناس عقلانيون يسعون إلى التقليل من الخسارة أكثر من تعظيم المكاسب، ويتحركون عندما تتقاطع الحاجة والعاطفة والقرب، مما يكسر حاجز اللامبالاة. وهذا يفسر لماذا تفشل الحوافز أحيانًا، وكيف يمكن لمحفزات صغيرة أن تُشعل العمل الجماعي.
اقتراحه لإعادة ضبط النظام العالمي للديون يرفض الإعفاءات الخيرية لصالح قنوات ائتمان جديدة: التخصيص الوطني المركزي (NCA) — تريليون دولار لكل دولة — والتوزيع الفردي (PCD) — عشرة آلاف دولار لكل شخص. ويرى أن هذه الخطوات سترفع مستويات المعيشة، وتحد من الفقر والهجرة، وتموّل التكيّف مع المناخ على نطاق عالمي.
كبديل للحكم الديمقراطي، تقدم الأيديوقراطية (Ideacracy) نموذجًا تتركز فيه السياسات حول الأفكار لا الهويات: تتنافس علنًا، وتُختبر قبل تعميمها، وتُقيَّم بشفافية، وتنتهي صلاحيتها ما لم تثبت نتائجها جدارتها بالاستمرار.
كما يطوّر سيكيمونيو نسبة العقد الاجتماعي (SCR)، وهي إطار مقارن يقيس الكرامة والتبادلية في الدول ما بعد الاستعمار.
مؤسِّس مبادرة "إن شارج" وصاحب الرؤية وراء "جامعة لومومبا"، يحوِّل سيكيمونيو النظرية إلى نقاش، والنقاش إلى تصوّر، والتصوّر إلى ممارسة. تُرجمت مؤلفاته إلى أكثر من عشر لغات، وتتصدى للفقر والدَّيْن العالمي والمساواتية الاستعراضية، بينما ترفع الإبداع الإنساني إلى مرتبة المحرك الحاسم للتنمية.
"لقد فشلت الاشتراكية والشيوعية، ولكن الرأسمالية تخذلنا الآن."
جو إم. سيكيمونيو


